التَسَوُّلُ بين التجريم وعدمه، وسبل علاجه في النظامين الجنائيين، الإسلامي والوضعي

الملخص

تهدف هذه الدراسة إلى بيان حقيقة التسول في الشريعة الإسلامية وإظهار المحظور منه، وبيان أحكامه وشروطه، وسبل علاجه مع مقارنة ذلك بمفهومه لدى القانون الوضعي وسبل علاجه فيه. وقد أستخدم للوصل إلى هذه الأهداف منهج اعتمد فيه على أسلوبي الاستقراء والتحليل، والذي وصل من خلاله إلى نتائج من جملتها: أن المقصود بالتسول في الشريعة الإسلامية هو طلب شخص من غيره مالا على وجه الاستكثار أو التكاسل، دون أن يكون له وجه حق فيه. أما في القانون الوضعي فلم يرد فيه تعريف للتسول؛ مما أدى لاضطراب تنظيمه له.

كما ظهر أن أسباب التسول هي: الفقر، والطمع وحب المال وطول الأمل والكسل، والنظر إلى ما في إيدي المترفين. وأن الأصل فيه التحريم للأدلة الواردة في ذلك، والآثار السلبية على الفرد والمجتمع، إلا أنه قد يباح بضوابط معينة. وقد ظهر أن الإسلام عالج أسباب التسول، فضلا عن جريمة التسول، خلافا للقانون الوضعي الذي لم يعالج سوى الجريمة، وهو علاج يقصر عن العلاج الشرعي لها.